Monday, February 3, 2020

مشنقة الروائي باولو كويلو ووعي المجتمع


  

مشنقة الروائي باولو كويلو ووعي المجتمع

الاشتغال على تنمية وعي أفراد المجتمع وغرس مفاهيم الحقوق والواجبات منذ الصغر هو السبيل الأمثل لإعداد شعب سويّ ومتطوّر، أما انتهاج أسلوب رفع العصا وتخويف الناس فلن يؤدي إلا إلى كيان هشّ كل فرد فيه يفتقد الى الثقة بنفسه.
·      اسلوب التهديد والوعيد
تنتهج الجهات الرسمية في بعض (بلدان) العالم الثالث إلى استخدام أسلوب التهديد والوعيد في علاقتها بالمجتمع حتى ولو كان الهدف واضحاً وقابلاً للامتثال كضرورة إعطاء الأطفال التطعيمات أو إقناعهم بضرورة تحديد النسل أو تقنين استهلاك الكهرباء والماء أو الامتثال لنصوص القوانين وغيره، فلماذا التهديد إذاً؟
 إن رفع العصا بصفة دائمة يُنفّر الناس من الامتثال الطوعي بعد القناعة ويعتادون على القسر والإلزام بالقوّة.
·      أهمية الحزم في تطبيق القوانين على الجميع
لا يعني قولي هذا أنني أُنكر أهمية الحزم في تطبيق القوانين إذ أن هناك من لا ينفع معهم سوى (قرصة الأذن) كما يُقال لكي يمتثلوا، بل ما عنيته أن تنمية الوعي والعمل بكل جدية ودأب على تشكيل مفاهيم الناس للتعاطي بشكلٍ إيجابي مع كل أمرٍ ينظّم حياتهم ويهندسها بشكلٍ مُرضٍ للجميع هو الأسلوب الأمثل لبناء علاقة طبيعية وودية بين الرسمي وبين بقيّة أفراد المجتمع.
·      مشنقة الروائي البرازيلي باولو كويلو
سأختم موضوعنا هذا بأسطورة من (البيرو) قرأتها في أحد مؤلفات الروائي البرازيلي صاحب رواية " الخيميائي" الشهيرة عن مدينة كان جميع سكانها يعيشون سُعداء متفاهمين مع بعضهم البعض فاشتكى العُمدة من فراغ السجون وكذا المحكمة التي لا يُراجعها أحد، وكاتب العدل لم يكن يحصد ربحاً لأن كلمة الشرف كانت أرفع قيمة من الورق.
 فأقام عُمدة المدينة مشروعاً افتتحه أمام الجميع وهو عبارة عن (مشنقة) .
ارتاع الناس وتوافدوا إلى القضاء لحل مُشكلاتهم. رغم أن المشنقة لم تُستخدم قط حسب الأسطورة لكن وجودها كان كافياً لتغيير كل شيء.

 



.

No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *