Wednesday, April 6, 2022

لك الله أيها المواطن العربي المغدور

 

                                




من الذي سيُلملمْ القطع؟؟

سؤال طرحه الكاتب المتخصص في الإرهاب وقضايا الشرق الأوسط "كريستوفر ديكي" في مقال له تحت عنوان "نظرية الفوضى"؛ نُشر في مجلة نيوزويك العدد الصادر بتاريخ 25 مارس 2003م، أي قبل حوالي تسعة عشر عاما، وقد تنبأ الكاتب في المقال عن حال العراق بعد رحيل صدام حسين وأشار بأن العراقيين سينقلب بعضهم على بعض وقد يكون ذلك مجرد البداية لتفكك الشرق الأوسط!

وبالفعل هذا الذي حدث؛ فالمراقب لأحوال عالمنا العربي اليوم يرى التردي على كافة الصُعد في البلدان التي اشتعلت فيها ثورات الشعوب بعد غزو العراق ببضع سنوات وأطاحت بالحكومات والأنظمة فيها.

في ذات المقال الذي أحتفظُ فيه للآن يقول "ديكي" بالنص: عندما يرى الأمريكيون أن هناك حرباً أهلية (يقصد في العراق بعد غزوها) لا أظن بأنهم سيتحملون وضعاً أسوأ من فيتنام. وأول ما سيفعلونه هو القول "لقد أنجزنا مهمتنا.. إلى اللقاء" فمن الذي سيلملم القطع؟

وهذا بالضبط ما حدث أيضا في أفغانستان حين هرب الجيش الأمريكي تاركا أسلحته ومعداته التي لملمها ألأفغان وباعوا بعضها في سوق الخردوات.

حسناً:

لقد حدثت متغيرات خطيرة في عالمنا العربي بعد غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق تلتها أحداث ما سُمي بالربيع العربي، فهل كل ما حدث كان محض صدفة؟ ثم ماذا كانت النتيجة هل تغير وضع المنطقة من حال رديء إلى حال أفضل؟ وهل تحقق للشعوب العربية ما كانت تأمل وتحلم به؟ 

أخيراً أسأل:- هل هناك أمل في استقرار وتحسن الأوضاع في العالم العربي أم أن الحال سيزداد سوءاً؟

الجواب أتركه لفطنة القارئ ومشاهداته للعروض المسرحية التراجيكوميدية ذات النهايات المفتوحة.

وعلى طريقة الكاتب "ديكي" أتساءل:

بعد كل ذلك الدمار مَنْ الذي لملم القطع في العراق وتونس وليبيا وسوريا التي مازالت تتمزق واليمن الذي تمزّقه ميليشيات الحوثي ليل نهار؟

ومَنْ سيُداوي أحزان مَنْ فقدوا (رغما عن انوفهم) أحبة لهم في تلك الأحداث؟

ليس لي من قول سوى: لك الله أيها المواطن العربي المغدور من القريب (جغرافيا) قبل البعيد!!

 

2 comments:

  1. أحداث و فعلا حدثت ..فوضى و فعلا إنتشرت..و حقيقة أن سبب الأولى و الثانية أمريكا فقط !! ولكن هل كل ما حدث حدث بسبب سوء تخطيط منها؟؟ هل كل ما تدمر كان بسبب سوء حظ لأمريكا؟؟ .. الحقيقة "الصلبة" هي أن كل ما حصل ، كان بتخطيط محكم من أمريكا لرغبتها الشديدة بنشر ( الفوضى و الدمار) في هذه المنطقة بالذات .. و نعم قد أعلنوها مجاهره و سموا الأشياء بأسمائها ..هي ( الفوضى الخلاقة) التي بشروا فيها علنا !! ما مضى و ما حصل من دمار قد حصل ووقع للأسف !! ولكن المرعب ماذا يخطط للمنطقة حاليا من حثالة واشنطن الحاليين ، هذا ما يجعلنا متوجسين و علينا أن نكون حذرين أيضا لكل خطوة يخطيها اليسار الديمقراطي القذر ،،

    ReplyDelete

اتصل بنا

Name

Email *

Message *