Sunday, April 24, 2022

منيو الأسلحة الفتَاكة

 


لا يوجد طفل في عالمنا العربي لم يشهد حرباً أو أكثر بشكلٍ مُباشر أو غير مباشر ولكن بعض أطفال الضفاف الأخرى البعيدة سمعوا فقط عن الحرب في حالة كان آباؤهم أو امهاتهم مُجندين في حربٍ لا يؤمنون بها غير أنهم دُفعوا للمعركة بسبب سياسة رعناء قادها رئيس طائش أو مجموعة من صقور الساسة الذين يؤمنون بالحديد والنار حلاّ لمشاكل العالم.

الشيء المُخيف حين لا تكون أخلاقيات الحرب سوى قوانين ومواثيق أعدتها مجموعة مُتشددة بعد انتصار في حرب كبرى  ففرضوا ما يُريدون وما يخدم مصالحهم بل ويُهيئ لهم النصر في كل معركة سيدخلونها سواء أكانت حرباً عسكرية أم سياسية أم اقتصادية.

الذي أوصلني إلى هذه النتيجة حديث السيّد (روبرت.س.ماكنمارا) وزير الدفاع الأمريكي من عام 1961 وحتى 1967م أي فترة تصاعد حدّة الحرب في فيتنام، حين قال في برنامج وثائقي بثّته قناة العربية الإخبارية: " لم أكن لأوافق على استخدام بعض أنواع الأسلحة الكيميائية لو كان هناك قانون يُحدد نوعها ومقدارها ".

 يعني يوجد لديهم قائمة( منيو) فيها كل ما لذّ وطاب (لهم بالطبع) من أسلحة الدمار القادرة ليس فقط على حرق الأجساد البشرية بل تبخيرها في الهواء وكأن لم تكن، وما على القائد العسكري إلا اختيار نوع القنابل حسب مزاجه في تلك اللحظة بالضبط كما يختار الحساء ودرجة استواء (الستيك)،المهم أن تكون الأسلحة حسب المبادئ الأمريكية بصرف النظر عن وحشيتها أو خرقها لكل الأخلاقيات والقوانين الدولية ولو لم تجد الأسلحة الذرية مُعارضة صارمة من المُجتمع الدولي لكانت فيما يبدو أول اختيارات بعض الجنرالات المتوحشين.

لا يعني كلامي هذا انفراد أمريكا وجيشها بالوحشية فكل من لا يُقيم وزناً للإنسان والإنسانية فهو يسير على ذات النهج، السيد ماكنمارا مات عن عُمر قارب المائة عام ولم تمت نظرياته فقد ورد في كتابه (نظرة إلى الوراء) قوله " أعتقد أننا نفعل واجبنا حسب المبادئ الأمريكية، لكننا كُنا مُخطئين "

بعد إيه ياسيّد مكنمارا؟؟ هاهو بوش الصغير وكولن باول ورامسفيلد وبقية جوقة اليانكيز أيضاً يُخطئون مثلك فمتى يتم العمل بالمبادئ الإنسانية (التي تتجاهلونها) كي لا تُخطئون؟؟


No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *