Monday, May 23, 2022

الخال يهذي في هارلم

  


يبدو أن الشك هو أساس عمل حرّاس وموظفي السفارات الأمريكية في كل مكان في العالم، أتفهّم ذلك جيدا، إذ أن التهديدات صارت  تطالهم ليل نهار. من هنا ،ألا يُفترض في ساسة الولايات المتحدة أن يتساءلوا :

-لماذا نحن مهددون، مُبغضون، غير مُرحّب بنا في أي مكان، نحن مهددون حتى في عقر دارنا ؟

ما علينا..

وقف في طابور الدخول خلف بوابة مصفّحة يقف خلفها حُرّاس أمن ،يلبسون زيا أسود يميزهم عن العسكر السعوديين. وجوههم عبوسة لا يبتسمون ،ولا يتكلمون مع أحد إلا بالأوامر: اخلع هذا، ضع محفظتك هناك، أُدخل من هُنا، إذهب الى هناك..

 

الآن، هو داخل مبنى السفارة الأمريكية بكل قبحها وجوّها الفاقد للألفة الإنسانية كما بدا له وهو يمسح أرجاءها بنظرة فاحصة.

ازدادت دهشته حين رأى عدد طالبي تأشيرة الدخول للولايات المتحدة سواء من السعوديين والسعوديات أو من بقية الجنسيات الأخرى وطالبي الهجرة ،فعاد السؤال يُلح :

 رغم كل هذا التضييق وذلك الذل في التعامل لماذا يصبح السفر لأمريكا حُلما؟ ما الذي يجعل تلك البلاد مهوى لأفئدة الناس؟ الغريب أن البنات السعوديات (يُعرفن من جوازات السفر بين أيديهن) أنهن داخل مبنى السفارة قد تخلين عن اللباس المعتاد. أسدلن  شعورهن وكشفن  عن وجوههن وأبدين لباسهن ، بل إن  اغلبهن لبسن بناطيل الجينز و(التي شيرتات) على الموضة وقصصن شعرهن وصبغنه بألوان غير معتادة...هذا وهن لم يغادرن الرياض بعد!!

(سطور من رواية الخال يهذي في هارلم للكاتب عبدالله الكعيد، منشورات دار عزّة، الخرطوم/السودان)
 

No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *