Tuesday, December 6, 2022

مصداقية المحتوى

 



                       مصداقية المحتوي 


شدّني عنوان مقال نُشر في مجلّة "ريدرز دايجست" منذ زمن طويل لا أذكر متى ينص على: "Don't Believe Everything You Hear"  أي لا تُصدق كل شيء تسمعه.

سياق الموضوع لم يكن كما توقعته، بل كانت كاتبة المقال تُفنّد مقولات وحِكم سائدة أثبتت الدراسات ضعفها بل ونسفتها من قواعدها.

بصفتي ككاتب أو هكذا أزعم لو كان لي اختيار إعادة صياغة الموضوع لم أك لأحكي إلاّ عن ما يحدث اليوم في منصّات التواصل الاجتماعي: فيس بوك، سناب شات، التغريدات في تويتر ومساحاته الحواريّة، تيك توك، ثم الوسائل الاتصالية الأخرى: الواتس آب والتليغرام وخلافه لأنها ميادين متاحة لمن يرغب في بث الإشاعات ونشر الأكاذيب وتصفية الحسابات مع الغير وارباك المجتمعات.

احتوى مقال "الريدرز دايجست" آنف الذكر على صورة لشخص محتار بين أُذنه اليمنى لشخصٍ يحقنه بمعلومات متدفقة وبين أُذنه اليسرى لامرأة تحقنه هي الأخرى بكلام أقرب للثرثرة، تخيلت الصورة بعد تلك السنين ورسمت ما بقي في ذهني.

جسناً،

أحسبُ أن أيّ عاقل هو ذاك الذي يُحلل ما يصلهُ من معلومات ليتأكّد من مدى صدقيتها أولاً.

لأن هنالك أمورا لا يمكن تصديقها لحجم الكذبة وهذه يفترض عدم النظر فيها من الأساس.

وهناك معلومات قابلة للتصديق، ولكن قد يكون مصدرها غير نزيه أو غير محايد وهذه من الأفضل أيضا عدم إعادة نشرها.

في حديث جرى مع مجموعة من الزملاء في مناسبة رسمية قال أحدهم إن ما يُنشر أحيانا في منصّات (السوشيال ميديا) من إشاعات وأكاذيب أمر مزعج ويُثير الفتنة وضرب مثلاً في كيفية تناقل المعلومات كمثل معلومة يقولها فرد للشخص الذي بجانبه ويُطلب منه قولها لمن هو بجانبه وهكذا. ستعود المعلومة إلى القائل الأول وقد تراكم فوقها معلومات مضافة قد تُخل بالمعنى والمصداقية. يحدث مثل هذا كثيراً في تلك الوسائل.


No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *