Thursday, January 19, 2023

الرياض التي في خاطري 1






                                           

                      الرياض التي في خاطري

                              (1)

أحنّ لرياض السبعينيات الميلادية، أحن لشوارعها وناسها وامسياتها ولهوها. كُنا ثلاثة شباب حُدثاء التخرّج. ضابط في الأمن العام وآخر بإدارة مكافحة المخدرات وثالث في الحرس الملكي في عهد الشهيد الملك فيصل.
إستأجرنا بيتاً طينيّاً في زقاق (سدّ) متفرّع من شارع الفريان قرب ميدان دخنة مكوّن من ثلاث غرف وسطح ننام فيه أيام صيف نجد اللاهبة وبعد أن كابدنا عناء انقطاع الماء قررنا النزوح الى حي أكثر رفاهية.
لم يكن وقتها حيّا يقبل بأصحاب القدرات الماليّة المتواضعة أمثالنا كحي الجرّادية الشعبي القابع في الضفاف الجنوبية لشارع عسير المتلويّ. استأجرنا في طرف ذلك الحي منزلاّ شعبيا عشنا فيه أزهى أيامنا وأجملها بل وأكثرها أحداثا عصيبة مثل حادثة اغتيال الملك فيصل رحمه الله.
في تلك الفترة كنت أُقدّم برنامجاً توعوياً أمنياً في القناة الوحيدة للتلفزيون السعودي عام 1975م وكان صغار حارتنا يزفّونني من لحظة خروجي من المنزل حتى آخر الشارع.
لم يك لدى الثلاثي المرح غير سيارة واحدة يقودها أكثرنا خبرة في القيادة فيقوم بايصالنا كل الى مقرّ عمله.
انما الذي لا يمكنني نسيانه حادثة ركوبنا الثلاثة مع امتعتنا المتواضعة أثناء الرحيل من حينا القديم في دخنة الى الجرّادية في عربة كارو (نسميها محليّا قاري) تلك التي يجرها حمار نشيط كالحصان. كان الكارو وسيلة النقل الشعبية المُتاحة للجميع في ذاك الزمن.
رغم الحياة المتواضعة التي عشناها آنذاك بكل صعوباتها الا أنني أحن بالفعل لتلك الفترة.
(يتبع)

No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *