Sunday, January 29, 2023

الرياض التي في خاطري (2)

 



                         الرياض التي في خاطري (2)


أصبح بيتنا الشعبي الصغير في حي الجرّادية ملفى للأقارب والأصدقاء والمعارف وخصوصا الأقرب إلى كل منّا من الرفاق أهل الخرج .كنت أقل الثلاثي المرح من الزوار لا أدري لماذا. في كل جمعة كنّا الثلاثة نشدّ رحالنا للخرج تلك المدينة الوادعة جنوب العاصمة والتي وفدنا منها وهو يوم الإجازة الوحيد آنذاك.
أنا من حي العزيزية والآخر من حي البقشه سأرمز لإسمه بـــ(ي) والثالث(ع) من فرزان. وفرزان موقع شهير في مدخل الخرج أُشتُهر بوجود مركز أمني للمراقبة الأمنية عن الداخل و الخارج في سيارات الأجرة.
أذكر أن أصحاب سيارات الأجرة من موقف تكاسي الرياض لا بد أن يُقدّموا قائمة (كوشان) بأسماء الركاب الذين يُقلّونهم للعسكري الذي لن يرفع ماسورة الحاجز الأمني لمواصلة السير الا بعد أن يستلم تلك الورقة الممهورة من شيخ الدلاّلين في موقف التكاسي بمدينة الخرج وبعد أن يتلو أسماء الركاب فيُجيب كل من يسمع أسمه بـــ(حاضر) لم يكن هناك ما يسمى بالهوية الوطنية فالتعريف الأهم لمن بلغ سن الثامنة عشر وما فوقها دفتر يُطلق عليه التابعية.
كُنّا ببدلات الخروج كما تٌسمى وهي أزياء عسكرية ملفتة للنظر وكانت مختلفة من كلية لأخرى . أنا طالب عسكريّ في كلية قوى الأمن الداخلي أركب وزملائي في كليّتنا وغيرهم من الكُليات العسكرية الأخرى مع سائق معين نعرفه جميعا قد أُشتُهِر بالسرعة والتهور في سياقته. أذكر بأنه كان يضع علبة السجائر (بكت الدخان) كرافن إي (أبو بس) على طبلون السيارة حتى يُخفي عنّا سرعة السيارة. كان يلف شماغه كما يفعل الدرباوية اليوم.
نصل للرياض أواخر عصر يوم الجمعة الى شارع البطحاء الشهير ومنها كل يذهب الى وجهته إما بالباص الصغير وهو الغالب كانت أُجرته ربع ريال.
تقع كُليّة قوى الأمن الداخلي في شارع عمر بن الخطّاب بجوار معهد التدريب المهني بقبّتة الزهرية الشهيرة ويفصلها عن محطّة كهرباء الرياض بهدير توربيناتها المزعجة مُجرّد شارع وهو الأمر الذي يدفع لسرد حكايات أُخرى.

No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *