Sunday, November 13, 2022

انتقام الضفادع

 


                                 انتقام الضفادع 


حانت ساعة المساج وهي من أثقل اللحظات على (أبي جمشه)؛ لأنه يكره تلقي الأوامر، فهو الوحيد الآمر الناهي في هذا القصر، لكن الفلبينية الصارمة (لقايا) مُستثناه من هذه القاعدة فهي التي تسمح متى يدخل ومتى يستلقي وكيف يطوي ذراعيه تحت ذقنه بدرجة قياس دقيقة لا تخطئها عين اللبوة العجوز.

حين أقفلت العجوز الباب بعد دخوله أشارت بإصبعها نحو السرير الطبي الذي يمقت الاستلقاء عليه؛ لأن مساحة السطح الجلدي أصغر من أن تتيح له حُرية الحركة كما يرغب لا كما تطلب الفلبينية. 

برطم وتمتم لاعنًا بينه وبين نفسه الفكرة التي اقترحها طبيبه الخاص بضرورة قيامه بتنشيط دورته الدموية، وتحريك راكد عضلاته المرتخية بفعل الساعات الطوال التي يقضيها على كرسي مكتبه في الشركة العملاقة، التي يمتلك كامل أسهمها ويتحكّم في كل صغيرة وكبيرة فيها. استلقى على كرشه المنتفخة ووضع رأسه الأصلع الضخم المغروس بين كتفين لحيمين على ظاهر يدين كثيفتي الشعر، وأغمض عينيه فبدأت أصابع الخبيرة بمواطن أعصاب أعضاء (أبي جمشه) تفتل وتفكك العقد وهو يئن متألمًا بينما الفلبينية تهز رأسها استياءً من تذمره وضيقه.

أمرته بأن يأخذ حمّامًا ساخنًا قبل خروجه من الجيم فأطاع صاغرًا. بعد كل هذا العذاب كما يسميه استقبله كبير الخدم مقدمًا له عصير الكيوي ممزوجًا بالليمون، الذي تناوله في صالون الغُرباء حيث يستقبل فيه من هم على جدول السكرتير التنفيذي من غير الرسميين أو كبار المديرين في الشركة، يعني من لهم مطالب شخصية أو استجداء مساعدات مالية أو طلب توظيف.


فقرة من قصة (انتقام الضفادع) من المجموعة التي تضم 14 قصة

الكتاب تحت الطبع وقت نشر هذا (البرومو) في شهر 11/2022

No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *