Wednesday, July 5, 2023

الأوبة للنقاء

 

                                         الأوبة للنقاء

الإعلام القديم (إن جاز التعبير) أو التقليدي كما يحلو للبعض تسميته وبعض منتجاته مثل المسلسلات التلفزيونية أو الأفلام السينمائية قد (روّجت) منذ زمن طويل لطرق تحسين المزاج حين يدخّن بطل الحكاية (الجوزة) المحشوة بالحشيش أو يصوّر المحشش بخفيف الدم والفهلوي ومُنتج النكت؟

إن الإعلام الرقمي منصات اتصالية متعددة مثلها مثل أيّ مُنتَج بشري. يمكن استخدامها في الخير أو الشر. البناء أو الدمار. لكن حين نُحدد تلك الوسائل (أي منصات السوشيال ميديا) بأنها أحد أسباب (وقوع) أفراد اي مجتمع في المخدرات فهذا أظنه كلام مبالغ فيه.

أنا بهذا الطرح لا أدافع عن تلك المنصات لكنني لست مع الفكرة بشكل مُطلق. شبكة الانترنت قد تكون ساهمت فيما مضى لترويج أفكاراً غير سويّة وتم استخدامها لاستمالة اليافعين للمنظمات الإرهابية أو استُخدمت كوسيلة لنشر الإشاعات والأكاذيب. أو حتى بث الفرقة والفتنة والانقسام في المجتمعات. لكنها ليست لوحدها دافعاً للوقوع في مستنقع المخدرات القذر. فالشخص الهش ضعيف التحصين الذي يعيش ضياعاً سيكون عرضة للوقوع في وحل المخدرات وغيرها من المنزلقات المُدمّرة.

لنفترض أن قام مروّج مخدرات باستخدام منصات التواصل الاجتماعي علناً كوسيلة للترويج فهو بهذا قد وقع بالمصيدة. عين المؤسسات الأمنية يقظة في كل بلد ترصد ما ينشر أو يُبث على الشبكة العنكبوتية. في المقابل لو خرج مُدمن بشخصهِ على احدى المنصات التواصلية وقد أتضحت عليه علائم الإدمان أو التعاطي أيضا سوف ترصده وتتابعه تلك العيون اليقظة.

فكيف بغبيّ يسمح بإرادته الافتضاح ثم الوقوع في دائرة المساءلة؟

للمتعاطي حتى ولو كانت تجربه أولى أقول إحذر فقد تصل سريعاً لمرحلة الإدمان. وللمدمن أنصح بأن الوقت متاح لك أن تُقلع بمساعدة أُناس يخافون عليك فلا تخف منهم.

للجميع: لن يكون هناك ملاذ آمن للمخدرات في بلادنا فقد تم إعلان الحرب على تلك الآفة.


No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *