Showing posts with label مقالات اجتماعية. Show all posts
Showing posts with label مقالات اجتماعية. Show all posts

Tuesday, December 6, 2022

مصداقية المحتوى

 



                       مصداقية المحتوي 


شدّني عنوان مقال نُشر في مجلّة "ريدرز دايجست" منذ زمن طويل لا أذكر متى ينص على: "Don't Believe Everything You Hear"  أي لا تُصدق كل شيء تسمعه.

سياق الموضوع لم يكن كما توقعته، بل كانت كاتبة المقال تُفنّد مقولات وحِكم سائدة أثبتت الدراسات ضعفها بل ونسفتها من قواعدها.

بصفتي ككاتب أو هكذا أزعم لو كان لي اختيار إعادة صياغة الموضوع لم أك لأحكي إلاّ عن ما يحدث اليوم في منصّات التواصل الاجتماعي: فيس بوك، سناب شات، التغريدات في تويتر ومساحاته الحواريّة، تيك توك، ثم الوسائل الاتصالية الأخرى: الواتس آب والتليغرام وخلافه لأنها ميادين متاحة لمن يرغب في بث الإشاعات ونشر الأكاذيب وتصفية الحسابات مع الغير وارباك المجتمعات.

احتوى مقال "الريدرز دايجست" آنف الذكر على صورة لشخص محتار بين أُذنه اليمنى لشخصٍ يحقنه بمعلومات متدفقة وبين أُذنه اليسرى لامرأة تحقنه هي الأخرى بكلام أقرب للثرثرة، تخيلت الصورة بعد تلك السنين ورسمت ما بقي في ذهني.

جسناً،

أحسبُ أن أيّ عاقل هو ذاك الذي يُحلل ما يصلهُ من معلومات ليتأكّد من مدى صدقيتها أولاً.

لأن هنالك أمورا لا يمكن تصديقها لحجم الكذبة وهذه يفترض عدم النظر فيها من الأساس.

وهناك معلومات قابلة للتصديق، ولكن قد يكون مصدرها غير نزيه أو غير محايد وهذه من الأفضل أيضا عدم إعادة نشرها.

في حديث جرى مع مجموعة من الزملاء في مناسبة رسمية قال أحدهم إن ما يُنشر أحيانا في منصّات (السوشيال ميديا) من إشاعات وأكاذيب أمر مزعج ويُثير الفتنة وضرب مثلاً في كيفية تناقل المعلومات كمثل معلومة يقولها فرد للشخص الذي بجانبه ويُطلب منه قولها لمن هو بجانبه وهكذا. ستعود المعلومة إلى القائل الأول وقد تراكم فوقها معلومات مضافة قد تُخل بالمعنى والمصداقية. يحدث مثل هذا كثيراً في تلك الوسائل.


Sunday, November 20, 2022

الذئاب تتقن فن إدارة المعارك

 





                   الذئاب  تتقن فن إدارة المعارك


لم أكُ أُعطي الذئبَ كحيوانٍ متوحش حسب أدبياتنا وثقافتنا المحليّة وسلوكَهُ اهتماماً حتى قرأتُ روايةً بعنوان "رمز الذئب" للكاتب الصيني رونغ يانغ.

 روايةٌ ملحميةٌ مُدهشة لم يكتبها المؤلف من فراغٍ إذ إستغلَّ عملهُ أثناء شبابهِ في سهوبِ منغوليا وعاشَ هُناك مع السكّان المحليين إحدى عشر عاماً11 عاما فأنتجَ تلك الرواية العظيمة، أبدى يانغ إنبهاراً بالأساطيرِ التي تتحدث عن ذئابِ سهوبَ منغوليا لدرجةِ أن قام سرّاً بتربيةِ ذئبٌ صغير ليتعرفَ عن قربٍ على سلوكهِ وليفهمَ سرّ تبجيل سكان سهوب منغوليا للذئابِ.

رافقَ المؤلفُ خلال عمله هناك عجوزاً حكيماً من السكّانِ الأصليين يعشقُ الذئابَ ويُجلّها وكان يشرحَ كل ما غمِضَ لهُ عن سلوكِها، كان العجوزُ ضد الحملة التي قامت بها الحكومةُ الصينيةُ لإبادةِ الذئابَ التي كانت تفترسَ الجياد الأصيلة عصبُ الحروب وآلتها آنذاك، سبب مقاومة الحكيمُ العجوزَ لهذه الإبادةِ هو يقينهُ بأن دورةِ الحياةً في السهوبِ سيُصيبها الدمارَ أو قد تتوقف بسبب خلل التوازن البيئي حيث تصطادَ الذئابُ بعض الحيوانات التي تفتُك بالحشائشِ والمراعي التي تُشكّلَ الغذاء الرئيس لقطعانِ الماشيةَ والخيولِ.

يرتفعُ سقفَ خيال القارئ وهو يقرأ وصفُ المعارك التي تدور بين الذئابِ الرماديّةَ وبين الحُرّاسِ الأشدّاء لقطعانِ الخيول المُدرّبة على الكرِ والفرِّ في أشدّ الأجواءَ قسوةً وصعوبةً وكيف يُورِدُ المؤلِّفُ بكلِ إدهاشٍ إدارة الذئاب لتلك المعارك وكأنها أفراد جيشٌ بشريٌّ ينفّذون خِططاً حربيةً مُتقنة تنتهي بالانتصارِ، أحسبُ أن أيّ قارئ لتلك الرواية لن ينتهي منها من دون أن يُعجبَ اشدّ الإعجاب بالذئابِ مثل إعجاب كاتب هذه السطور بها.

والشيء بالشيء يُذكر أتذكّر الأمثال المحليّة التي تُمجّد الذئبُ ودهاءَه مثل "الذيب ما يهرول عبث" و"جاك الذيب جاك وليده" و"إن لم تكُ ذئباً أكلتك الذئاب"، وحتى حين يُوصيَ الأبُ إبنه بأن يكون شُجاعاً يقول له "خلّك ذيب".. الخ .

من الأوصافِ أيضاً التي نُطلِقُها على الذئبِ بأنهُ "أمْعط" ولفظُ (ذيب أمعط) عاميٌّ أصلَهُ فصيحٌ معناهُ المُباشر الذئب قليلُ الشعرَ، لكن الخُبث والمخاتلةِ والمباغتة والذكاء والقوة والإقدام والشجاعة والبطش هي صفات عَرَفَها الناسُ مُنذ القِدَمَ عن الذئبِ، ولهذا فالمثلِ يُضربُ للدلالةِ على واحدةٍ من تلك الصفات أو أكثر بحسبِ سياقَ الكلام

أيّاً كانت الصفاتُ إلاّ أن الإنسان يُفترض فيهِ إحترام الذئبَ فيما لو اعتبره خصمَهُ المٌباشر في مفازاتِ الصحراءِ وعدمَ الغدرُ بهِ فالشجاعةِ تكونُ في المواجهةِ مع تكافؤِ الفُرص وتوازن القوى.

 



Sunday, November 13, 2022

انتقام الضفادع

 


                                 انتقام الضفادع 


حانت ساعة المساج وهي من أثقل اللحظات على (أبي جمشه)؛ لأنه يكره تلقي الأوامر، فهو الوحيد الآمر الناهي في هذا القصر، لكن الفلبينية الصارمة (لقايا) مُستثناه من هذه القاعدة فهي التي تسمح متى يدخل ومتى يستلقي وكيف يطوي ذراعيه تحت ذقنه بدرجة قياس دقيقة لا تخطئها عين اللبوة العجوز.

حين أقفلت العجوز الباب بعد دخوله أشارت بإصبعها نحو السرير الطبي الذي يمقت الاستلقاء عليه؛ لأن مساحة السطح الجلدي أصغر من أن تتيح له حُرية الحركة كما يرغب لا كما تطلب الفلبينية. 

برطم وتمتم لاعنًا بينه وبين نفسه الفكرة التي اقترحها طبيبه الخاص بضرورة قيامه بتنشيط دورته الدموية، وتحريك راكد عضلاته المرتخية بفعل الساعات الطوال التي يقضيها على كرسي مكتبه في الشركة العملاقة، التي يمتلك كامل أسهمها ويتحكّم في كل صغيرة وكبيرة فيها. استلقى على كرشه المنتفخة ووضع رأسه الأصلع الضخم المغروس بين كتفين لحيمين على ظاهر يدين كثيفتي الشعر، وأغمض عينيه فبدأت أصابع الخبيرة بمواطن أعصاب أعضاء (أبي جمشه) تفتل وتفكك العقد وهو يئن متألمًا بينما الفلبينية تهز رأسها استياءً من تذمره وضيقه.

أمرته بأن يأخذ حمّامًا ساخنًا قبل خروجه من الجيم فأطاع صاغرًا. بعد كل هذا العذاب كما يسميه استقبله كبير الخدم مقدمًا له عصير الكيوي ممزوجًا بالليمون، الذي تناوله في صالون الغُرباء حيث يستقبل فيه من هم على جدول السكرتير التنفيذي من غير الرسميين أو كبار المديرين في الشركة، يعني من لهم مطالب شخصية أو استجداء مساعدات مالية أو طلب توظيف.


فقرة من قصة (انتقام الضفادع) من المجموعة التي تضم 14 قصة

الكتاب تحت الطبع وقت نشر هذا (البرومو) في شهر 11/2022

Sunday, July 31, 2022

النقد يشدّ ترهل المجتمعات

 






الأمم العظيمة هي التي تسمح بالنقد بل وتحث على ممارسته لهذا حق لها البقاء والتطوّر، أما المجتمعات التي تضيق بهِ وتُحاربه فهي بحاجة الى إعادة تصحيح مفاهيمها لأن المدينة الفاضلة كانت مشروعاً لأحد الفلاسفة وليست واقعاً حقيقياً معاصرا.

السؤال: كيف هو مفهوم النقد في مجتمعاتنا العربية وهل ما يُمارس في وسائل الاعلام والاتصال يمكن أن نطلق عليه نقدا؟

أقول:  إن من يتابع ما يدور من حوارات في منصات وبرامج السوشيال ميديا مثل تطبيق (كلوب هاوس) أو مساحات (تويتر) الحوارية وأيضا ما يُعرض على شاشات التلفزة من مسلسلات وبرامج يٌلاحظ ميلاً لطرح الرؤى (النقديّة) والتحليلات الشخصيّة تجاه الظواهر والقضايا  التي كانت في حُكم (التابو) تلك التي لم يكُ من الممكن مسّها أو الاقتراب من حِماها لولا ذلك الانفجار (الإتصاليّ) الذي حطّم كل احتكار للرأي وفتح الآفاق لقول كل شيء "طبعاٍ في حدود الأنظمة والقوانين المرعيّة" فأصبح الناس يسمعون ويشاهدون قضاياهم وهمومهم المسكوت عنها بل ويٌشاركون في طرح آرائهم وأفكارهم وما يعتقدونه مناسباً لحياتهم.

إذا اعتبرنا هذا في حكم الطبيعي والمقبول فما هي حكاية (البعض) الغاضب من هذا الأمر وظنّهم بأن  ما يدور هو في حقيقته مؤامرة دُبّرت بليلٍ هدفها هدم القيم وزعزعة القناعات وتشويه سمعة وطهارة المجتمعات وبالتالي جرّ الأمّة تجاه متاهات التغريب والعلمنة.

حين يتم نقد خلل في أداء (الرسمي) أو عيب في السلوك (الإجتماعي) فإن الناقد يتناوله في العادة بالتحليل المنطقي ووضع الخلل في خانة الأسئلة ثم عرض الحالة تحت مجهر النقد فما الذي يحدث بعد ذلك؟

يحدث أن ينتفض أحدهم وليس بالضرورة أن يكون المعني رقم واحد أو حتى رقم عشرين وغالبا لا علاقة له بالقضية أو التخصص، فيهبّ كالملدوغ ليُكذّب وينفي ماورد جُملة وتفصيلاً وأن الناقد ما هو الاّ حاقد هدفه الهدم لا البناء  وكلامه مردود عليه يجب محاسبته ومعاقبته!

مثل تفكير كهذا لا يُمكن لأي مشروع إصلاحي أو تنموي أن ينجح إذ لابد من سماع كافّة الآراء والبدء بالمُخالف منها وفي النهاية لن يصحّ إلا الصحيح.

يؤكّد المؤرخون أن غياب النقد بكافة اشكاله ومفاهيمه في أيّ حضارة أو أمّه قد يساهم بترهلها ولهذا يحرص المسؤولون في المجتمعات المتحضّرة على سماع رأي النقّاد كل في مجاله واعطائهم مساحة كافية ومضمونة من الحُريّة يتحركون فيها لإبراز العيوب وطرحها على طاولات التشريح.


Saturday, April 9, 2022

لم يعد للبيوت أسرار

 




بالفعل انها حُمى.. تقنويّه هكذا قال عنها أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس "فرنسيس بالْ" حين كتب عن الميديا حيث المنتجات التقنية الرقمية أصابت البشر فيما يبدو بما يشبه الحُمى. صحيح أن فورة الميديا جعلت العالم قرية كونيّة ولكن كيف تعامل معها الكثير من شعوب العالم الثالث وكيف هي طريقة استخدامهم للوسائل الاتصاليّة الحديثة؟؟

أذكر في بداية دخول الهاتف الآلي أن استغل البعض حداثة تلك الوسيلة في إزعاج الآخرين بالاتصال العشوائي وحين يرد الطرف الآخر يبادر المُزعج بجملة (آلو ، من ذا بيته) فإن كان صوتاً ناعماً تبدأ حكاية المُعاكسة والغزل. لم تنتهِ تلك المُمارسة التي أقل ما يُقال عنها بأنها سخيفة إلاّ بعد إدخال تقنية كواشف الأرقام.

المقاطع المصوّرة في مواقع (سناب شات وتيك توك) وكذا البث المباشر في بعض منصّات السوشيال ميديا تُشكل كاشفاً دقيقاً لثقافة وفكر أيّ مجتمع وهذا ربما سيُسهّل على الدارسين والباحثين في العلوم الاجتماعية الوصول إلى حقائق لم تكن في متناولهم لو لم توجد تلك التقنية.

بقي في ذاكرتي رسماً (كاريكاتوريّاً) نُشر في إحدى المجلاّت الأمريكيّة لا أذكرها بالضبط لوهن الذاكرة، كان ذلك فيما أعتقد في منتصف التسعينيات الميلاديّة وبعد بداية شيوع استخدام الإنترنت تقول إحداهن لصاحبتها "إنّه ينبح كلما وردني رسالة على الإيميل" وتشير إلى كلب يقتعد كرسي أمام جهاز الكمبيوتر ولا أدري كيف هي الحال اليوم وصندوق الوارد يستقبل الأعاجيب..؟؟

يبدو أن خصوصية الناس تقلّصت جداً إن لم يكن انفضحت في ظل التهافت المحموم على تدوين أدق التفاصيل الشخصية للفرد على منصات التواصل الاجتماعي.

وفي هذا الصدد ربما يُلاحظ الراصد اليوم تغيراً اجتماعياً أصاب معظم الأسر في بلادنا حيث كان جميع أفراد الأسرة يتحلقون مساءً أمام جهاز التلفزيون الذي ربما يكون الوحيد في المنزل يتابعون البرامج والمسلسلات، لا تسمع لهم صوتاً عدا نُتفاً من التعليقات والهمهمات بين آونة وأخرى. الآن إذا اجتمعوا فهم صحيح في مكان واحد لكن أذهانهم مشغولة في ما بين أيديهم  (لاب توب، آي فون، آي باد) وغيرها.

حلّت أصوات طقطقة مفاتيح تلك الأجهزة محل التنهدات أو الضحكات البريئة أيام زمان.

فعلاً إنها حُمى تقنويّة.

 


Tuesday, March 29, 2022

فطام على دم غزال

 


فطام على دم غزال










في البدءِ دعونا نعترف بجهل معظمنا معنى التوازن البيئي للنُظم البيئية الطبيعية وخطورة انقراض الحيوانات والطيور والزواحف وغيرها من المخلوقات. ونعترف أيضا أن معظمنا يضحك باستهتار حينما يرى ناشطاً بيئيّاً من (الخواجات) وقد قصر حياته للدفاع عن فصيلة من فصائل الدببة أو النمور أو حتى الثعابين وربما قال البعض: الا يوجد ما يُشغل الرجل غير متابعة هذه الحيوانات والدفاع عنها؟

بالمقابل يعتقد (البعض) من الأجيال الناشئة أن مكان الحيوانات غير الأليفة والمتوحشة أو الطيور غير الداجنة والزواحف هو حديقة الحيوانات ليس إلاّ، لهذا تُراهم يمارسون أقسى أنواع العنف معها حينما تقع بين أيديهم في الصحاري أو بين الجبال والوديان.

بل أن بعضهم يقومون بقتل او تعذيب الحيوانات التي تكاد أن تنقرض كالذئاب والضباع والثعالب في الصحراء والغزلان والمها العربي في محمياتها وحتى الضب والجربوع لم يسلما من همجيتهم.

على ماذا يدل كُل هذا؟

وكيف يمكن (بتر) مثل هذه الممارسات العبثيّة؟

من السهل المناداة بتطبيق أقسى العقوبات من قبل شرطة البيئة بحق هؤلاء العابثون ولكن هل هذا هو الحل الأمثل لحماية التنوع وإعادة التوازن البيئي للنظم الإحيائية الطبيعية؟

لا أعتقد، ولكن قطعا هناك أكثر من حل ناجع بجانب فرض القوانين وأهم تلك الحلول الاشتغال المستدام على غرس مفاهيم التوازن البيئي في عقول الناشئة من خلال رسائل اتصالية جاذبة ومقنعة ومستمرة مكانها منصات ووسائل السوشيال ميديا.

في رواية " نزيف الحجر " للكاتب والمفكّر الليبي إبراهيم الكوني يُفطَم أحد أبطال الحكاية منذ الطفولة على دم غزالة ليصبح بعدها إنساناً شريراً وعدوّاً لدوداً للعالم الحيواني والصحراوي تحديداً فهل (ربعنا) أعداء الحيوانات والزواحف كذلك؟

ربما.. قُلت ربما

Saturday, March 12, 2022

المدينة الأكثر ودّاً

 


                                  المدينة الأكثر ودّاً




للمدن شخصياتها ونكهاتها وروائحها كما أن لأهلها أنماط سلوكهم التي تميزهم عن

 غيرهم لكن في الإجمال المدن الكبرى تتشابه في القسوة والجلافة ويخافها الوافد إليها

 من الغرباء والعابرين.

على سبيل المثال تصوّر الأفلام المصرية تهيّب أهل الريف هناك من العاصمة الكبيرة

 ويُحذر الآباء أبناءهم من التطبّع بسلوك أهل (القاهرة) ولهذا انغرس هذا المفهوم في

 أذهان الأجيال فالكل يحلم بالسفر إليها ولكنهم في نفس الوقت يخشون المجهول الذي لا

 أحد يعرف ماهيته.

ويسري ذات الخوف والرهبة على بقية العواصم الكبرى المماثلة التي ربما يختلف عنها

 حال البلدات الصغيرة أو الأرياف.

تحت عنوان المدن الأكثر ودّاً نشرت مجلّة أهلاً وسهلاً الصادرة عن مؤسسة الخطوط

 الجوية السعودية موضوعاً عن التباين بين طباع المدن وأهلها كلُطف الطباع

 وسلاستها وبالمقابل هناك مُدن الطباع السيئة التي لا يود أحد أن توصم مدينته بها.

تحديد تلك الصفات كانت مهمّة قراء إحدى مجلات السفر والسياحة الذين سُئلوا عن

 تجاربهم حول الود من عدمه فذهب أكثر القرّاء إلى أن استراليا ونيوزيلاندا تشتملان

 (حسب مجلة السفر والسياحة) على أكثر المدن ودّاً وهما مدينتا ملبورن وأوكلاند. أما

 عن سبب اختيار أوكلاند فهو حضارتها الغنية وهواؤها الطلق وأكلها الطازج، أما ملبورن فأهلها من ألطف الناس في العالم.

السؤال: ماذا لو تم اجراء استقصاء عن (ود) مدينتك وأهلها، في أي درجة تعتقد

 سيكون تقييمها من قبل زوارها؟

Monday, October 25, 2021

صراخ الدجاجة وزئير الأسد

                                                     


                                           صراخ الدجاجة وزئير الأسد



مما قرأت في الموروث الأفريقي حكاية اعجبتني دلالاتها تقول بأن الحدأة وهي طير جارح سألت ابنتها عن ردّة فعل الدجاجة حين خطفت فرخها الصغير؟ فقالت الحدأة الإبنة : لقد ولولتْ وصاحت بأعلى صوتها بل ولعنتني!

فقالت الأم: إذا يٌمكننا الآن أن نأكل الفرخ فما من خوف ممن يصيح! 

دلالات الحكاية واضحة ولا تحتاج الى تفسير.

إن استرداد الحقوق يكون عن طريق العمل الجاد والاشتغال الدؤوب بكل الطرق المتاحة وليس من بينها بالتأكيد البكاء وكثرة الكلام والقاء اللوم على الظروف ومناشدة الغير استردادها بالنيابة ثم لا ننسى أن أصحاب النفس القصير أولئك الذين يتخلّون عن استرداد حقوقهم في منتصف المشوار هم من يدفع الطامع للاستمرار والاستزادةِ في سلب الحقوق.

السؤال: هل سبق لكم سماع زئير أسد في زماننا هذا؟

وهنا 👇 النص مقروء بصوت المذيعة هناء الفهد يليه الحوار الذي دار حول النص في نادي (من كل بحر قطرة) على تطبيق كلوب هاوس

https://www.dropbox.com/s/lclns2jybkq6szc/%E2%80%8FAUDIO-2021-10-23-20-10-58.m4a?dl=0



Sunday, October 3, 2021

زلّة لسان

 النص بصوت المذيع القدير بإذاعة المملكة العربية السعودية الاستاذ عبدالرحمن الحضري


                                            زلّة لسان

سأسترشد في البدء بالمقولة " ليت لي رقبة بعير بحيث يُمكنني التفكير بالكلمة قبل أن ينطق بها لساني فإن كانت صالحه قلتها وإن كانت غير ذلك بلعتها" وسيكون بنيان موضوع اليوم يستند أيضا على القول المشهور ( لسانك حصانك إن صنتهُ صانك وإن خِنتهُ خانك) واللسان ذلك العضو الهام في جسد الانسان يؤدي عدّة مهام و ليس دوراً فسيولوجياً فقط مثل بقيّة الأعضاء ولهذا تكمن أهميته.

 على رأس وظائف اللسان كما هو معروف هو الكلام والتعبير والتواصل لهذا ابتكر المبتكرون لغة الإشارة ليتواصل بها من لا يستطيع الكلام والتعبير بلسانه عما يود قوله.

وما دام الشيء بالشيء يُذكر هنالك مقولة حق يُراد بها باطل في بعض الأحيان وهي قولهم (زلّة لسان) فهل اللسان يزّل من ذاته أم بفعل أمر يصدر من الدماغ والدماغ كما هو معروف هو مصدر أفعال الانسان ولهذا معطوب الدماغ يفقد عقله وفاقد العقل لا يؤاخذ بأفعاله فهل زلل اللسان من فقدان العقل أم هو عذر يٌقال لتهدئة الخواطر أترك الجواب لكم.

Thursday, August 19, 2021

يذمون الإعلام وهو من أوصل أصواتهم ورسائلهم الاتصالية

 


يذمون الإعلام وهو من أوصل أصواتهم ورسائلهم الاتصالية

ليس هذا فقط بل يذمونه في الظاهر ويتملقون له في الخفاء. يا لهذا الإعلام الخطير كم أنت مطلوب في كل وقت ومذموم في نفس الوقت.

لن أدّعي بأنني قادر في هذه المساحة الصغيرة بكلماتها المحدودة أن أتحدث بشكل مفصّل عن دور الإعلام في توجيه الرأي العام أو صناعته ولا في السعي للارتقاء بوعي الشعوب أو تشريح الظواهر ولا حتى في قدرته على نقل المعلومات والإخبار التي يتلهف الناس على معرفة ما يحدث ويدور في عالمنا فاتحة كل صباح.

 سأكتفي بإيراد عدّة أمثلة من واقعنا توضّح العقوق تجاه هذا العنصر الهام الذي يتصدر مصفوفة العناصر المكوّنة لسيادة الدول، لم لا الا تُعتبر وزارة الإعلام في بعض الدول ضمن الأجهزة الرسمية التي تُسمى وزارات سيادية بجانب وزارة الخارجية والداخلية والدفاع؟ الم يصف اهميتها العارف بتأثيرها بالقوة الناعمة حيث تحرص الكثير من الحكومات على أن تكون من القوى الضاربة لديها سواء كان بهدف الدفاع أو الهجوم.

بقية المقال في الرابط التالي (صحيفة عكاظ) :

 https://www.okaz.com.sa/culture/na/2079381 




Saturday, August 14, 2021

الإخفاق في الاقناع

                          الإخفاق في الإقناع

لا يمكن أن يكون الكلام في المنصات والوسائل الاتصالية المختلفة لمجرّد الحكي اذ لابد أن يكون هناك بطبيعة الحال هدف ما ولكن هل بالفعل تحقق ذلك الهدف أو جزء منه قياسا لسيل الكلام الذي قيل؟

بكل صدق أقول يُصرف على الرسائل الاتصاليّة الموجهة (فيما يُعتقد أنها للتوعية) الكثير من المال والوقت والجهد لكنها في النهاية تُخفق في التأثير على المُتلقي ورغم عدم وضوح تأثيرها الا ان  تلك العجلة مُستمرة في الدوران بنفس سرعة ماكينة الحكي. ما السبب يا تُرى؟

أهو فشل في الخطاب وأسلوبه؟

أم في عدم قناعة مُتلقّي الرسالة بها وما تحتويه؟

أو هو في فشل المُرسل ذاته وعدم قدرته على الإقناع؟

حين تسمع أو تقرأ عبارة تقول "القرار يعود لك في فعل كذا أو عدم فعل كذا". ثُم يشرح مُرسل الرسالة ما يود إيصاله، تعرف الفرق بينها وبين عبارة: افعل كذا ولا تفعل كذا أي خطاب وصايّة على عقلك بامتياز وعدم ترك مساحة لاختيارك وكأن الأمر سيُفرض عليك بالقوّة شئت أم أبيت.

لا احترام لعقل الإنسان في الخطاب وبالتالي لا احترام للخطاب ولا للرسالة الاتصاليّة. المعادلة بكل بساطة هي: حين يُحترم العقل ويُترك له القرار تصل الرسالة ويدوم مضمونها. المضمون هو الجوهر ومن هنا يفترض الاشتغال على الطريقة المُثلى التي يمكن استخدامها كي يصل ذلك المضمون أو جزء منه على الأقل بشكل واضح لا لبس فيهِ ولا تدليس ما بالك بالتهويل.

السؤال: ماهي مآلات عدم احترام عقل المتلقي بشكل عام ؟

أعتقد من وجهة نظر شخصية بأن النتاج هو فقدان المصداقية وبالتالي الانصراف عن الرسالة ومرسلها ناهيك عن محتواها.

من يستطيع منكم تذكّر ولو رسالة اتصاليّة (توعوية) واحدة بقت في ذاكرته؟


تمت قراءة هذا النص في نادي (من كل بحرٍ قطره) على تطبيق كلوب هاوس





Wednesday, April 21, 2021

الوجودية،البنيوية،الفوضوية

 

                                         نظرية الفوضى


استعاد فلاسفة قارة أوروبا العجوز في بداية القرن التاسع عشر وما تلاه وهج الفلسفة وظهرت نظريات الوجودية والبنيوية التي هي في أصلها تساؤلات تتعلق بحياة الانسان فكره وغرض وجوده، وعلاقته بالأشياء.

هذه النظريات وغيرها دعمت العلوم الإنسانية كالنفس والاجتماع وحتى الاقتصاد ما أثر في مسيرة تلك العلوم وبالتالي شكّل سلوك إنسان أوروبا والعالم لاحقا.

حين يقرأ أحدنا مثل هذا التاريخ يعنّ في ذهنه سؤال ماذا عنّا في أوسط الشرق أرض العرب مهبط الرسالات السماوية ومهد الحضارات العريقة وقنطرة حركة العلم ما بين الغرب والشرق؟

بعد أفول عصور العلم والعلماء في الدولة العباسيّة وخصوصا في حقبتها الذهبية (758 - 847م) حقبة تفرّدت بتشجيع مطلق للعلوم من فلسفة وطب ورياضيات وفلك واهتمام بعلوم اليونان، قلت بعد أفول تلك العصور أفلَت معها تدريجيا سمعة العرب علميا وفكريا وحتى القيم السلوكية التي اشتهروا بها عن غيرهم آنذاك.

لن أخوض في أسباب ذلك الأفول ومن ثم الانحدار فهذه مهمة المؤرخين والباحثين ولستُ منهم، ولكني سأطرح بعض الأسئلة التي أراها أهم أدوات الكاتب وأترك فضاء الأجوبة مشرعا للجميع. الأسئلة كما هو معروف تُحرّك المياه الراكدة فلعل راكدنا يتحرّك ويُحرّك معه جمود حال اليوم غير السارّة.

أقول: إذا كان لدى غير العرب نظريات فلسفية يستقون منها علومهم الانسانية مثل الوجودية والبنيوية وما بعد الحداثة وغيرها فلدينا أهم وأقوى نظرية تُسيطر على مفاصل حياتنا هي بلا فخر "الفوضويّة"!

نعم الفوضوية القميئة بكل معانيها. لا أُطلق الكلام جُزافا ولا أمارس في وصفي هذا جلد الذات بل أنقل واقعاً مؤلما يمتد من ضفاف الأطلسي غربا وحتى شواطئ الخليج العربي شرقا. صحيح أنه واقع مؤسف، ولكن هذه هي الحال يا من تسأل عنها.

الفوضوية عنوان عريض للأمة على المستوى (العام) الرسمي أو الأهلي ويتفرّع منه وعنه تفاصيل صغيرة تقبع في سلوك الأفراد ولو فتّش كل منّا في سلوكه لوجد شيئا من الفوضى غير الحميدة تندس هنا أو هناك.

في المنزل والشارع، على الطريق وفي المدرسة والجامعة، في المطارات وعند الخروج من الجوامع بعد صلاة الجُمع والأعياد، في الأعراس والولائم والاحتفالات، على طاولة الحوار وفي المنتديات ..الخ نمارس فوضويتنا عيانا بيانا دون حياء أو خجل.

حتى القوانين عجزت عن لجم تلك الفوضى. السؤال الكبير لماذا كل هذا؟

اترك لكم الجواب

بقي أن اقول ارجعوا لمشاهد ثورات ما سُمّي بالربيع العربي حتى تصلوا (ربما) لقناعة بأننا أسياد نظرية "الفوضوية" بامتياز.

Thursday, April 1, 2021

رسالة الى كل مواطن شريف

 

   الى كل الشرفاء من المواطنين أتوجه بحديثي هذا فأقول:

·       ان الوطن لنا جميعاً نحبّه ونُوالي من يُحبه ونُعادي من يُعاديه. ليس لأحدٍ إدعاء حبه وحيداً أو الولاء له أكثر من الآخر، وإذا بالفعل يهمنّا أمره يفترض بنا الحرص التام على صيانة أمنه ووحدته ولُحمته الوطنيّة. صيانة أمنه ليس فقط بعدم ارتكاب الجرائم أو التزام الانظمة والقوانين أو المحافظة على المكتسبات  بل يُفترض الحذر حتى من صغائر الأمور.

·       نعم.. قد يظن البعض بأن كتابة كلمة هنا و قول مفردة ساخطة هناك والتباهي بالعنتريات الزائفة في وسائل "السوشيال ميديا" المفتوحة لكل من هب ودب لا تؤثر ولا تُهيّج مشاعر الناس، كلاّ،،  إن هذه الأفعال متناهية الصغر كما الشرارة تجد من ينفخ فيها أملاً باشتعال النار في جسد الوطن لا سمح الله.

·       يستميت الكارهون أملاً في أن نحترق ونعود عدماً بعد أن كافحنا وصبرنا حتى فرضنا وجودنا بين الأمم.

·       نحن نعترف بوجود أخطاء في أداء بعض الأجهزة الخدمية ووجود ظواهر غير حميدة في سلوك البعض وخلافه وبالمقابل يجب أن نعترف أيضا بوجود من يشحن نفوس الناس ويتمنى لو تستمر هذه الأخطاء حاله كحال حفّار القبور ترتفع أهمية مهنته كلما ارتفعت نسبة نزع الأرواح.

·       من يهمّه أمر الوطن بحق فليُشارك في إصلاح الأخطاء لا الرقص فرحاً بوجودها. من يهمّه أمر الوطن فليشمّر عن ساعديه للمساهمة في البناء لا أن يسنّ فؤوس الهدم الغادرة. من يقلقه وضع الوطن فليقدّم حسب اختصاصه ومقدرته خطّة أو فكرة يراها تساعد في الإصلاح لا كلام إنشائي يستطيع البليد في التعبير صف مفرداته. من يهمّه حال وطنه وأهله فلينافح عنه وعنهم ويتراص مع صفوف الشرفاء لا أن يقف في المناطق الرمادية المشبوهة.

·       إن إثارة سخط الناس أمر سهل لا يحتاج سوى مفردات مخادعة وبكائيات وصفصفة (شوية) كلام فيصدق السُذّج ويبدأون في التفتيش عمّا يعتقدون بأنه ينقصهم ليشاركوا الساخط حفلة الردح ثم ماذا؟

·        نعم ما هي نتيجة هذه الإثارة أو(الثوارة) سموها ما شئتم؟ هل سيتحقق الإصلاح المطلوب؟ هل ستختفي الأخطاء؟ هل ستنهض الأمة؟ دعونا من هراء هؤلاء المرجفون وخلونا في الواقع، نعم الواقع غير المُزيّف لا تطبيلاً بأن كل شيء تمام ولا تدليساً بأن الحال مزرٍ ولنكن منصفين عقلاء قولاً وعملا، ولنحذر ممن ينفخ في الرماد وهو يشحذ الأنياب انتظارا لحفلات الدم لا سمح الله.

 

Friday, March 5, 2021

ماذا قدّمت لوطني؟


 

                                      ماذا قدّمت لوطني؟


التساؤلات تُحرّض أحيانا على فتح حوار مع النفس لحرث الكوامن وإخراج الحقيقة المدفونة بفعل التجاهل وربما النسيان في أحسن الأحوال.

السؤال الذي يراود كل مواطن صالح: ماذا قدمت لوطني؟

للبحث عن إجابة لهذا السؤال ستبرز تلقائيا الى الذهن المسؤوليات الوظيفية أو ما أُوكِل

 للفرد من تكليفات وهذه تعتبر في حُكم الواجبات التي يفترض تنفيذها بكل أمانة 

وإخلاص.

أيضا أثناء ذلك البحث سيبدأ عند البعض عرض شريط ذهني خام (أي غير مُمنتج) فمنهم من يود استمرار العرض لزيادة رضا النفس ومعاهدتها على تصحيح الأخطاء والارتقاء بالعطاء.

ومنهم من سيُطفئ الشاشة في بداية أو منتصف العرض بسبب تقريع الضمير والخجل من التقصير أو سوء الأداء.

أما الغالبية (وأرجو أن أكون مُخطئاً) فلا يوجد لديهم أصلا مثل ذلك الشريط الذهني فهم سادرون في حياتهم كيفما أتفق فلا تساؤل ولا إجابات!

حينما يُلح السؤال مرّة أُخرى : ماذا قدّمت بالفعل لوطني؟

تذكّر أحدهم بأنه قد رفع العلَم الأخضر على سيارته في اليوم الوطني وطاف مع أطفاله شوارع المدينة تلّوح أياديهم الغضّة بكل ما هو أخضر. لم يكتفِ بهذا بل كان صوت الأناشيد والأغاني الوطنية يتعالى من مسجل سيارته وهو منتشٍ بكل زهو بوطن "فوق هام السحب"

مثل هذا تكون شاشة ذهنه مشوشة ولم يُجب على السؤال بشكل يُسكِتْ صوت ضميره تماما.

البعض الجاحد سيقول : يا أخي ماذا قدّم لي وطني فأنا سأنتظر وبعدها يمكن أن أُقدّم بقدر ذلك العطاء !!

ومثل هؤلاء تنطبق عليهم مقولة الرئيس الأمريكي الراحل جون ف كينيدي " لا تسأل عن ماذا قدّمت لك أمريكا بل اسأل ماذا قدمت أنت لأمريكا"

أيها القوم: صحيح بأننا نتغنى ليل نهار بحب الوطن وننسج أجمل (كلام) نظري بينما يبقى السؤال معلقا: ماذا قدمنا للوطن من أفعال؟

حفظ الله بلادنا وأهلها من كل مكروه.

Thursday, February 4, 2021

المرايا الخادعة


                                المرايا الخادعة

الخوف شعور  فطري يولد مع الانسان فكان يخاف الحيوانات الشرسة، بجانب خوفه من كل مجهول لديه كالنار مثلا قبل أن يطوعها لمصلحته ثم اصبح يخاف من المخترعات التي لم يك يتخيل وجودها فخاف من الأصوات التي تصدر عن الراديو وأعتقد أن الجن يتكلمون ثم جفل من التلفزيون فكيف يدخل غريب (أي مذيع التلفزيون) الى المنزل.

إذا الانسان يخاف مما يجهل وفي أحسن الأحوال يجفل منه قبل أن يفهمه ويتآلف معه.

قصة قديمة قرأتها في كتاب عن الموروث الصيني تحكي حال شاب انبهر حين رأى صورة والده المتوفى على شيء يبيعه أحد التجار فسأل عن كنهه فأوضح التاجر أنها (مرآة/ مرايا) رغم ذلك اشتراها وخبأها في صندوقه وفي الأيام التالية بدأ يتوارى فيصعد إلى السطوح ويُخرج (المرآة/المرايا) لتأمل الصورة الجليلة التي يظن أنها لوالده وسرعان ما لاحظت زوجته تصرفاته الغريبة وذات يوم وبعد أن صعد إلى السقيفة لحقت بهِ ورأته يُخرج شيئاً غريباً ثم ينظر فيه طويلاً باستمتاع، انتظرت حتى نزل وفتحت الصندوق فاكتشفت الشيء ونظرت فرأت وجه إمرأه فثار غضبها ونزلت واشتبكت مع زوجها في شجار وتصعّد الموقف عندما ظهرت راهبة على باب المنزل فطلب الزوجان منها أن تحكم بينهما فصعدت الراهبة إلى السقيفة وعادت قائلة : " إنها مجرّد راهبة !"

 في الحكاية دلالات ومعان كثيرة أحدها أن الجهل بالشيء يؤدي للوقوع في ورطات ومآزق.


Thursday, January 14, 2021

هل الانسان أولاً في خطط الحكومات العربية

 

           هل الانسان أولاً في خطط الحكومات العربية


لا أرى عيبا في الاعتراف بأننا في عالمنا العربي لم يحظَ بناء الإنسان بأولوية قصوى في خطط الحكومات السابقة مما أدى إلى نشوء جيل غير قادر على التعاطي مع مستجدات الحياة المتسارعة ليس هذا فحسب, بل تٌرِكتْ الأجيال تتوارث بعض الأنماط السلوكية السلبية سواء تلك المتعلقة بالأداء الإداري أو بالعلاقة مع المنجزات الوطنية أو حتى بماهية ونوعيّة الإنتاج ناهيك عن الوعي وما أدراك ما الوعي.
بعد أن قام الاقتصادي البريطاني (Fred Harrison) من جامعة أكسفورد بدراسة مشكلات القوى البشرية في (75) بلداً، خرج بحقيقة تقول بأن تقدم أيّ أمة من الأمم يعتمد أولاً وقبل كل شيء على تقدم شعبها فحين لا تُنمّى روح الأمة وطاقاتها البشرية فهي لن تكون قادرة على تنمية أي شيء آخر مادياً كان أو اقتصادياً أو سياسياً أو ثقافياً والمشكلة الأساسية في معظم الدول المتخلفة ليس الفقر في المصادر الطبيعية وإنما التخلف في الموارد البشرية ومن هنا كان من المفترض عليها أولوية بناء الأفراد أو بناء الثروة العاملة ومعنى هذا لابد من رفع مستوى التعليم والمهارات وبث الأمل في نفوس الناس.

Wednesday, December 30, 2020

لماذا تعلّمت الكاراتيه؟

                                 لماذا تعلّمت الكاراتيه


كنتُ أظن بأننا كأفراد من عامة الناس بمأمنٍ من صراعات الساسة ودسائس السياسة حتى حدث ما لم يكن في حُسباني على الاطلاق ولا حتى في احلامي وكوابيس منامي.
أثناء الدراسة في بريطانيا وبالتحديد في مطلع عام 1986 في مدينة ساحلية وعلى كورنيشها شبه الخاوي من المارة بسبب برودة الطقس كنت أمشي بجانب رفيق الرحلة وزميل الدراسة نتجاذب أطراف حديث متقطّع يطغى عليه أحياناً صوت الأمواج التي تتكسّر على الصخور.
الوقت كان بعد مغرب شمس يوم سبت متوجّس يُنذر بشرٍّ قادم. فجأة سمعنا مناداة سبقتها شتيمة " هيه أنتم أيها الأوغاد العرب قفوا" كانت لُغة صاحبي الإنجليزية لا تُساعده على فهم مثل هكذا مفردات فنظرتُ أنا للخلف واذا بشابان من الرعاع (هوليجانز) يسيران خلفنا ويشيران الينا. توقفتُ فانتبه صاحبي لما يجري فتوقف هو الآخر .
قبل البدء بالسؤال والجواب وعلى حين غِرّة وجه أحدهم لكمة قوية الى وجه صاحبي الذي لاذ بالفرار من فوره فسألتهم صارخا " ما بكم لماذا ضربتموه" ؟ وبدلا من تلقي الجواب تلقيت لكمات وضربات من كل جانب عرفت وأنا اترنح وقبل حدوث (بلاك أوت) لوعيي ان عدد من اعتدى علي كانوا أربعة قد ترجلوا من سيارة كانت تقلّهم ويصرخون بشكل متوحش (الموت لكم أيها العرب)*
حينما أفقت من غيبوبة لم تطل كثيرا عرفت بأنني مجرّد جسد آدميّ ملقى على الرصيف مكسور الأنف واحدى عيناي زرقاء متورمة بل كانت في الواقع مغلقة تماما كعين ملاكم هُزم بالضربة القاضية. شعرتُ بآلام متنوعة حارقة مثل طعام هنديّ، وطعم لزج في فمي المغمور بالدم.
بالكاد استطعت الجلوس وأنا أُلملم اطراف أوجاعي واذا بصاحبي يُقبِل وجِلاً يترقّب وحين رأى ما حدث لي أُصيب بالذهول. مسك يدي ووضعها على كتفيه وانهضني بصعوبة ، كنت بالكاد استطيع الوقوف على قدميّ فذهبنا الى حيث أوقفنا سيارتنا. اركبني بصعوبة وذهبنا الى اقرب مستشفى.
حين عٌدت الى مدينة (تشستر) التي كنت أدرس فيها وأنا مكسور الوجدان مشروخ الكرامة قررت بعد (ديالوج) داخلي بيني وبين نفسي التفكير في طريقة أُرمِمُ بها ضعفي وهواني عند الرعاع، فوجدتها في تعلّم واتقان مهارات الدفاع عن النفس وتعزيز ثقتي بنفسي وبالفعل التحقت بنادي تدريب (الكاراتيه) وكنت الملوّن الوحيد (حسب نظرة المجتمع هناك) حيث كان جميع المتدربون والمتدربات وقتها من الانجليز وجدوها فرصة للتدريب على جسدي المثخن بجراح رعاع (بلاك بول).
هذا الموقف الصعب الجديد جعلني أكثر صلابة ومهارة في تلافي الضربات والركلات فتقدمت سريعا في التدرج لنيل الأحزمة بشكل زاد من حنقهم على العربي المُصمم على الصمود والتصدّي!!
حصلت على الحزام الأصفر وهو ادنى درجة في أحزمة الكاراتيه ثم نلت الأخضر وهنا انتهت فترة ابتعاثي وعُدت للوطن. لكن صور المعتدين العلوج لم تغادر مخيلتي فلا بد وأن يأتي اليوم الذي انتقم فيه منهم، لهذا واصلت التدريب في أحد النوادي الرياضية الشهيرة وحصلت على الحزام الأزرق ثم البنّي الذي يعتبر الخطوة ما قبل الأخيرة للحصول على الحزام الأسود(الأول) والدخول في المنافسات المحليّة والدولية وفي احدى بطولات المملكة عام 1990 تقدمت لاختبار الحزام الأسود وبعد قتال مرير مع لاعب محترف يحمل الحزام الأسود الثالث مُنحت درجة الحزام وشهادة من الاتحاد السعودي للكاراتيه. كنت اثناء ذلك القتال (كوميتيه) استحضر في ذهني ملامح أولئك (الهوليجانز) الأربعة وأوجه لهم في خيالي اللكمات تلو اللكمات وهو ما جعل اللجنة التي كانت تراقب أسلوب قتالي توافق على منحي الحزام الأسود الأول.
هامش:
*كنت ضحية بشكلٍ غير مباشر لحادث التفجير الإرهابي الذي وقع في ابريل 1986 للملهي البرليني (نسبة الى برلين الغربية آنذاك) والذي اعتاد جنود الجيش الأمريكي التردد عليه للترفيه مما أدى ذلك التفجير الى قتل اثنان منهم واصابة العشرات وقد أُلصِقتْ تهمة ذلك الفعل الشنيع على جمهورية "القذافي" الشعبية الاشتراكية العُظمى الأمر الذي أثار غضب الشعوب الأوربية وتعاطفهم مع أمريكا "ريغان" في كراهية كل ما هو عربي أو مسلم ومن ذلك الوقت بدأ مسلسل الحرب المشبوهة على الإرهاب.




Friday, December 4, 2020

الطيور وكلب بافلوف



                            الطيور وكلب بافلوف


عُدت الى مُعتزلي في الريف منذ أكثر من شهرين للتأمل والكتابة (اليوم 4 ديسمبر 2020) وأنا لمن لا يعرفني بطبعي أُحب العُزلة. وبُحكم أنني كائنُ نهاريّ أنام مبكرا واستيقظ قبل طلوع الخيط الأبيض من الفجر وقبل حتى استيقاظ العصافير من على اشجار المُعتزل وصياح ديوك الجيران.

تعوّدت على اطعام الطيور غير المُدجنة مثل الحمام البريّ والبلابل الوافدة الى الواحة الوادعة بين احضان رمال صحراء نجد هذا غير عصافير الدوري (الكحالي) وهدهد واحد وطائر عابر اسود له ذيل طويل لا أعرف فصيلته، وحيث أنني رجل مُجدوَلْ (scheduled man) فقد كان ضمن برنامجي الصباحي كل يوم وبانضباط شديد نثر الحبوب لتلك الطيور في تمام الساعة السادسة والنصف صباحا.

لم يُلفت انتباهي وأنا أقوم بتلك الطقوس شيء غير معتاد لأنني لم أٌفكّر أصلا بأي أمرٍ عدا إطعام تلك الطيور التي ربما لم تحظَ  في يومٍ بوجبة حبوب مُحترمة ، لكنني وفي يومٍ مطير تأخرت قليلا عن الساعة السادسة والنصف واذا بي أمام مشهد درامي يستحق التدوين.

لقد أُصطفّ سرب حمام (مجموعة احتجاج ) على الجدار المُطل على باحة المُعتزل التي انثر فيها الحبوب وكأنها تعاتبني على التأخر في اداء واجبي.

نثرتُ وجبتها مُرتبكاً وكأنني طفلٌ ارتكبَ فعل يستحق عليه العتاب. في اليوم التالي قررت التأخر عمداً لأوثّق تلك المظاهرة السلميّة، وبالفعل حدث ما توقعته (وثّقتُ المشهد في الصور المرفقة).

تذكرتُ حينها ما درسناهُ عن نظرية العالم الروسي "ايفان بافلوف" التي (حسب موسوعة ويكيبيديا العالمية) تقوم على عملية الارتباط الشرطي إذ يمكن لأي مثير بيئي محايد أن يكتسب القدرة على التأثير في وظائف الجسم الطبيعية والنفسية إذا ما صوحب بمثير آخر من شأنه أن يثير فعلاً استجابة منعكسة طبيعية أو اشراطية أخرى.

وقد أجرى بافلوف في عام 1900م (حسب ذات المصدر) دراسة حول عملية الهضم عند الكلب  في المختبر وقام بقياس مقدار أو كمية اللعاب التي يفرزها الكلب عند إطعامه، وفي أحد الأيام بينما كان يقترب من كلبه وبيده طبق الطعام لاحظ أن لعاب الكلب بدأ يسيل فأدرك أن مجرد رؤية الطعام تؤدي إلى إحداث الاستجابة الشرطيّة. 

في حكايتي هذه، كانت الساعة السادسة والنصف صباحا (الوقت الذي انثر فيه الحبوب للطيور) هو الارتباط الشرطي الذي يجعل الحمام وبقية الجوقة تأتي للمعتزل بحثا عن وجبتها الصباحية وسلامتكم.

 

Wednesday, December 2, 2020

ربما تكون الحياة هي الحُلم

 

                 ربما تكون الحياة هي الحُلم لا الواقع


بكل احداثها وتفاصيلها هل هي حلم أو عالم افتراضي ولم نعش بعد الحياة الحقيقية ؟ لم لا؟ اقصد ايها الحلم و أيها الواقع؟

في حوار دار ذات مساء مع الصديق الدكتور والممثل القدير راشد الشمراني حول هذا الأمر أو ما يُقاربه وقد كنّا نزرع الاسئلة أكثر من أن نحصد الأجوبة وكان كل سؤال يُدخلنا في نفق متشعب غامض فيسلك أحدنا مسار ليجد في النهاية بأن الآخر يسبقه في مضمار التخيّل والخيال وكأننا نسير في متاهة لا نهائية.

بالطبع لم نخرج بنتيجةٍ تُذكر لكن الأسئلة ظلّت تطرق ذهني كلما تأملت في الأحداث غير المتوقعة.

وفي اثناء قراءتي لرواية "الموت غرقا" للياباني النوبلي كنزابورو أوي توقفت عند قوله: " ماذا لو كانت تلك السنوات الممتلئة بالأحداث وتلك الانجازات المُفترضة من صنع خيالي فحسب؟ ثم يواصل تداعياته وهو مستلق يتأمل اشجار الكرز الجبلي التي بدت على وشك التفجّر طافحةً بقبّةٍ بيضاء شاحبة من ازهار الغابة التي يوجد فيها منزل طفولته " فلنفترض جدلا أنني في الحقيقة لم أُغادر هذه القرية قط وعشت هنا طوال حياتي (يعيش في طوكيو) من الولادة حتى هذه اللحظة من سنتي الرابعة والسبعين. لو كانت تلك هي الحقيقة لكُنت بلا شك مستعدا للموت ميتة عادية جدا. بالفعل (رحت أتأمل نصف حالم) في هذه اللحظة بالذات"

حسنا..

لنأخذ احد هذه الافتراضات التي طرحتها في فاتحة الحكاية هل ما يحدث لنا في تلك هذه الحياة المُخالتة حلما. اذا متى نفيق؟ وهل ستختلف الحقيقة عمّا حدث في الحُلم؟

ماذا عن السُعداء المترفين اذا اكتشفوا بأنهم يعيشون كذبة كبرى؟ وعن التُعساء الذين ما أنفكّوا يحلمون بالخروج من بؤسهم وتعاستهم فيجدون بأن فُرص الحياة الأجمل متاحة بين ايديهم؟

تطول هذه الــــ"ماذا  ويطول طرح الأسئلة بينما يستمر البحث عن نصف الحقيقة الغامض.

اتصل بنا

Name

Email *

Message *